المؤلف Minya Digital Platform
تاريخ النشر
آخر تحديث

المنيا ومكانتها في الأدب والشعر:

نموذج يُلهم الأجيال، تحدّى الإعاقة وتجاوز المستحيل ليصبح "عميد الأدب العربي" وواحدًا من أعظم المفكرين في التاريخ الحديث. وُلد طه حسين في قرية الكيلو بمحافظة المنيا عام 1889، وفَقَد بصره في سن مبكرة، لكن لم يفقد بصيرته ولا عزيمته! تحدّى كل الصعاب، وسار في دروب العلم حتى أصبح واحدًا من أعظم المفكرين والكتّاب العرب في القرن العشرين، و الذي التحق بالأزهر، ثم جامعة القاهرة، وسافر إلى فرنسا حيث حصل على الدكتوراه من جامعة السوربون، اشتهر بكتابه الشجاع "في الشعر الجاهلي"، وكتب سيرته الذاتية المؤثرة "الأيام" التي تُعد من روائع الأدب العربي.

كان طه حسين مدافعًا شرسًا عن التعليم المجاني وحق كل إنسان في المعرفة، وعبّر عن ذلك في مقولته الشهيرة: "التعليم كالماء والهواء" ،تولى منصب وزير المعارف (التعليم حاليًا)، وأسهم في تأسيس حركة فكرية أدبية لا تزال آثارها باقية حتى اليوم، وكان صوته صوتًا للعقل، للحرية، وللنور في زمن التغيير.

طه حسين

ثانيا
ومن أبرز هؤلاء الكاتب الكبير جمال الغيطاني ، الذي نشأ في المنيا واستلهم من بيئتها التاريخية والتراثية أسلوبه الأدبي الفريد، حيث تميزت أعماله بالعمق الفلسفي والارتباط بالهوية المصرية. كما أن شعراء المنيا أسهموا في إثراء الحركة الشعرية من خلال قصائدهم التي تعبر عن هموم الإنسان المصري وتعكس طبيعة الحياة في صعيد مصر، حيث برزت القصيدة العامية والفصحى كأدوات تعبير قوية عن المشاعر والتجارب الإنسانية.

إسهامات أبناء المنيا في الفنون التشكيلية:

من ابرز ايقونات الفن المنياوي الفنان الراحل حسن الشرق الذي وُلد في قرية زاوية سلطان بمحافظة المنيا، وسط بيئة زراعية تقليدية شكلت وجدانه البصري المبكر، لم يتلقّ تعليمًا أكاديميًا في الفن، لكنه استقى مفرداته من تراث قريته وثقافة مجتمعه المحلي ، فمنذ صغره جذبته الألوان والرموز الشعبية، فبدأ يرسم على جدران منزله بما تتيحه له أدوات بسيطة من الطين والفحم، و قد تميزت أعماله بأسلوب فطري تعبيري، يعكس الحياة الريفية المصرية بعناصرها الزخرفية والرمزية، تحوّلت لوحاته إلى وثائق بصرية ترصد الموروث الشعبي، فصارت أشبه بذاكرة مرئية لمجتمع منسي، رغم بساطة أدواته، وصلت أعماله إلى معارض دولية، واحتُفِيَ بها في فرنسا وألمانيا واليابان، حمل فنه رسالة ثقافية خالصة: أن الفن يمكن أن يكون نابعًا من الأرض، مرتبطًا بالهوية، وموجّهًا للإنسانية جمعاء. كان حسن الشرق سفيرًا للتراث الشعبي، دون أن يغادر جذوره، راسمًا عالَمًا مصريًا نابضًا بالحياة.

وهكذا قدمت المنيا و لازالت تقدم فنانين لازالوا يلمعون و يقدموا الفن و الجمال للعالم كله الفنان التشكيلي المتميز ابن محافظة المنيا، خالد عبدالراضي...

استمرارًا في تسليط الضوء على رموز الفن المعاصر في محافظة المنيا، يُعد الفنان التشكيلي مقار بشري فوزي أحد أبرز الأسماء في هذا المجال...

دور المنيا في الموسيقى والفنون الأدائية:

وما زالت الجينات المصرية حاضرة في المواطنين بالمنيا، حاملة في طياتها ميراث الحضارة وروح الإبداع المتأصلة في وجدان المصري القديم...

لم تقتصر الإبداعات الفنية في المنيا على الفنون البصرية والأدبية، بل امتدت أيضًا إلى الموسيقى والفنون الأدائية...

نماذج دينية أسّست لثقافة التعايش جسدت التسامح والوسطية من أبناء المنيا:

كذلك قداسة البابا ديميتريوس الثاني كان بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ال111...

الذي جلس على السدة الرسولية يوم 15 يونيو 1862 وتنيح يوم 18 يناير 1870 جاء عنه في كتاب «الكافي في تاريخ مصر القديم والحديث» الجزء الرابع، وكان شهماً عاقلاً محباً للعلوم، فاعتنى بترتيب المدارس وبالغ في وضعها على النحو الذي نحاه البابا كيرلس الرابع مؤسسها، فأعانه الخديوي إسماعيل على ذلك وأقطع المدارس القبطية أرضاً واسعة مساحتها ألف وخمسمائة فداناً أوقفت على عمارتها وتوسيع نطاق العلوم فكانت له أعظم عضد، حضر حفل افتتاح قناة السويس مع ملوك وعظماء العالم يوم 17 نوفمبر 1869.