المتاحف الأثرية في محافظة المنيا
تتعدد المتاحف الأثرية بالمحافظة مثل متحف ملوى الذي يعرض تاريخ المنيا عبر مختلف العصور التاريخية، ومتحف إخناتون والمعروف بـالمتحف الأتوني بمدينة المنيا، والذي يعد ضمن أكبر ثلاث متاحف أثرية في مصر بعد المتحف المصري الكبير ومتحف الحضارة المصرية بالفسطاط. وهذه المتاحف عبارة عن سجل للآثار التي توجد بالمحافظة يمكن من خلالها التعرف على بعض من تاريخ وفنون الماضي في هذه المنطقة ويمكن الوصول إلى هذه المتاحف في سهولة ويسر عن طريق السيارات الخاصة والعامة والأتوبيسات وعربات الحنطور.
1- متحف ملوي.. نافذةٌ على حضارةٍ خالدة
في قلب مدينة ملوي بمحافظة المنيا، يقف متحف ملوي شاهدًا على عظمة الحضارة المصرية القديمة، فهو أحد المتاحف الإقليمية المهمة التي تُجسد عبق التاريخ وتوثّق الإرث الثقافي الفريد لهذه المنطقة العريقة. منذ إنشائه عام 1962 وافتتاحه للزيارة عام 1963 في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، ظل المتحف منارةً للعلم والمعرفة، يجذب إليه الباحثين وعشاق التاريخ من شتى بقاع العالم.
يقع المتحف في موقعٍ استراتيجي بين منطقتي تونا الجبل والأشمونين، وهو ما يعزز دوره في عرض آثار هذا الإقليم الذي كان المركز الرئيسي لعبادة الإله جحوتي، إله الحكمة والمعرفة في مصر القديمة. ويضم المتحف مجموعةً متميزةً من القطع الأثرية التي تنتمي إلى تونا الجبل، الأشمونين، وتل العمارنة، ليُعيد إحياء حقبةٍ زمنيةٍ زاخرةٍ بالإبداع والازدهار.
كان المتحف مقصدًا رئيسيًا للزائرين المصريين والأجانب، ومحط اهتمام الشركات السياحية العالمية التي أدرجته في برامج زياراتها، حتى عام 2013 حين تعرض لاعتداءٍ قاسي من المجتمع المحلي المحيط به طال معظم معالمه، وأدى إلى نهب وسرقة بعض محتوياته و تدمير البعض الآخر، مما شكّل صدمةً ثقافيةً كبيرة. لكن إرادة الدولة المصرية لم تعرف الاستسلام، حيث بدأت أعمال الترميم والتطوير في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبفضل جهود متواصلة، أعيد افتتاح المتحف في أغسطس 2016 بحلّةٍ أكثر بهاءً مما كان عليها.
تمكنت الجهات المعنية من استرداد أغلب القطع الأثرية المسروقة، وترميمها بعنايةٍ فائقة، كما أُضيفت قطعٌ جديدةٌ زادت من ثراء محتوياته. وقد أُعيد تنظيم معروضاته بأسلوبٍ علميٍّ حديثٍ على يد خبراء الآثار، ما أضفى عليه لمسةً جماليةً أكثر تنسيقًا و عزز دوره كمؤسسةٍ ثقافيةٍ وتعليميةٍ تخدم الباحثين والمهتمين بالتراث المصري.
هكذا، عاد متحف ملوي إلى مكانته المستحقة، ليس فقط كمركزٍ لحفظ وعرض التراث، بل أيضًا كرمزٍ للصمود الثقافي والتحدي، ليواصل دوره في سرد فصولٍ من تاريخ الإنسانية، وليظل قبلةً لكل من يبحث عن سحر الماضي وروعة الاكتشاف في هيئة جديدة تضع الخدمة المجتمعية كأولوية.
2- المتحف الأتوني (متحف إخناتون)
مشروع المتحف الآتوني أو متحف إخناتون كلاهما صحيح؛ واحد من أهم المتاحف التي تقام في مصر ويعتبر ثالث أكبر مشروع متحف يقام بمصر بعد المتحف المصري الكبير ومتحف الحضارة، وأكبر متحف إقليمي في مصر. هو أحد أكبر مشروعات المتاحف المصرية، وأيقونة محافظة المنيا، والذي يستعرض مجموعة كبيرة من الآثار المصرية على مساحة 25 فدان.
ويعتبر هذا المتحف هو أول متحف من نوعه مخصص لأثار إخناتون وأسرته خاصة زوجته الملكة نفرتيتي بدءاً من فترة وجوده بالأقصر إلى فترة إقامته بالمنيا في تل العمارنة والتي تحكي قصة سنوات حكمه وثورته الدينية الغير مسبوقة في التاريخ الإنساني والتي ظهرت معها ثورة فنية كبرى تعرف في تاريخ الحضارة المصرية بـعصر الفن الآتوني أو فن العمارنة، وهو من أهم وأضخم المشاريع التي تبنتها وزارة الآثار تخليداً لذكرى إخناتون وفترة العمارنة.
ويتميز المتحف الأتوني بموقع فريد حيث يقع على ضفة النيل مباشرة على البر الشرقي فى مواجهة محافظة المنيا عروس الصعيد، والتي تبعد مسافة ٢٤١ كيلو متراً جنوب محافظة القاهرة، وفي الشمال من المتحف فندق ونادى القوات المسلحة وشرق مبنى الإذاعة والتلفزيون، ويتبع المتحف إدارياً منطقة متاحف آثار مصر الوسطى.
ظهرت فكره إنشاء المتحف الأتوني تتويجاً لعقد اتفاقية تأخى بين مدينة المنيا ومدينة هيلدسهايم الألمانية، وتم اختيار أكثر من موقع لإنشاء المتحف إلى أن استقر على الموقع الحالي على النيل مباشرة بمساحة ٢٥ فدان ونصف تقريباً تم تخصيصها من محافظة المنيا لصالح وزارة الآثار لإقامة متحف إخناتون.
قام الجانب الألماني بعمل التصميمات الهندسية للمتحف وتم اختيار مكتب "معمار" للاستشارات الهندسية كاستشاري للمشروع، قام المجلس الأعلى للآثار في ذلك الوقت بتحمل نفقات إنشاء المتحف وتم إسناد المشروع إلى شركة المقاولون العرب.
بدأ العمل في الأعمال الإنشائية للمتحف في عام ٢٠٠٣ وتم الانتهاء من المرحلة الأولى والثانية في عام 2011، ونظراً لما حدث في ثورة يناير 2011 وضعف موارد وزارة الآثار في ذلك الوقت توقف العمل في المشروع بشكل تام، إلى أن تم البدء في استكمال المشروع مرة أخرى في شهر سبتمبر ٢٠١٦ لاستكمال أعمال المرحلة الثالثة للمشروع وهي التشطيبات النهائية.
صُمم المبنى الرئيسي للمتحف على شكل هرم بارتفاع ٥٤ متر ويشمل: مبنى المتحف، مدرسة الترميم، مطعم وكافيتريا، البازارات وبيت الهدايا، مرسى على النيل لرسو السفن، ومساحات خضراء.
3- متحف الفنان حسن الشرق
يحتوي متحف الفنان الجليل حسن الشرق على 5 آلاف لوحة فنية نادرة، لكشف أسراره لأول مرة. المتحف يضم العديد من اللوحات الفنية التي رسمها الفنان حسن الشرق والذي أقامه في قريته التي فضل إقامة المتحف بداخلها، وقد حصل الفنان على العديد من الجوائز الفنية في الفن التشكيلي.
يحتوي المتحف على العديد من اللوحات الفنية الشعبية النادرة، ومجموعة من اللوحات التشكيلية، وكل خبرات حسن الشرق على مدار رحلة عمله في الرسم.
وحصل حسن الشرق على المركز الثامن عالميًا في مسابقة للفن التشكيلي الشعبي بين 150 فنانًا، وقد ذهب إلى أمريكا 4 مرات، وزار أكثر من 17 دولة أوروبية. ولم يتعلم حسن الشرق أكاديميًا ولكن تحول عمله إلى رسالة ماجستير ودكتوراه لـ17 شخصًا حول العالم.